٢- قال شيخ الإسلام: (فإن الفرقة الناحية أهل السنة والجماعة(١) يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم فهم وسط في باب صفات الله تعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية(٢) والقدرية(٣) وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة(٤) والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب أسماء الإيمان والدين

(١) هم أهل الحق ومن عداهم فأهل البدعة فإنهم: الصحابة -رضي الله عنهما- ومن سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلا فجيلا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم) انظر: الفصل في الملل والنحل (٢/١١٣).
(٢) سموا بذلك نسبة إلى الجبر، وهو جبر العبد وحمله على فعله، فهو كالريشة في مهب الريح، لا أثر له على فعله، فالفعل لله تعالى والعبد محله، وهم صنفان: خالصة، وهي التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا، ومتوسطة: وهي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثر أصلا، والجهمية من فرق الجبرية: انظر: الملل والنحل. (١/٨٥).
(٣) هم الذين يحتجون بالقدر ويقولون لو كان الله كارها فعلنا لأنكره علينا بالعقوبة، ولما مكننا منه وظهر الكلام في القدر في عصر عبد الملك بن مروان وكان هذا في آخر عهد الصحابة، وأول من تكلم في القدر معبد الجهني الذي أخذه عن سوسن النصراني، ثم أخذ من معبد غيلان الثققي لعنهم الله تهذيب التهذيب (١٠/٢٢٦).
(٤) الإرجاء على معنيين: أحدهما التأخير، والمرجئة قد أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان، والثاني إعطاء الرجاء، والمرجئة قالوا: لا تضر مع الإيمان معصية، والمرجئة أربعة أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة الجبرية، ومرجئة القدرية، والمرجئة الخالصة، انظر: الملل والنحل.(١/١٣٩).


الصفحة التالية
Icon