بين الحرورية(١) والمعتزلة(٢) وفي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الرافضة والخوارج)(٣).
٣- وقال الشيخ رشيد رضا: (إن الوسط هو العدل والخيار، وذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط، والنقص عنه تفريط وتقصير، وكل من الإفراط والتفريط مثل عن الجادة القويمة، فهو شر ومذموم، فالخيار هو الوسط بين طرفي الأمر، أي المتوسط بينهما)(٤).
٤- وقال الدكتور يوسف القرضاوي(٥): (ونعني بها- أي الوسطية- التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متفاوتين، بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير، ويطرد المقابل، وبحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه، ويطعن على مقابله، ويحيف عليه، ثم ذكر بعض الأمثلة في ذلك)(٦).

(١) فرقة من فرق الخوارج.
(٢) سموا بذلك لاعتزال واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري وهم يقولون بخلق القرآن وبخلود مرتكب الكبيرة في النار، وأنه بمنزلة بين المنزلتين ونفي القدر، ويقولون العباد خالقون لأفعالهم، ووجوب إنفاذ الوعد والوعيد، وهو عندهم العدل، ومنه وجوب فعل الصلاح والأصلح على الله، وجوب التقبيح والتحسين العقليين. انظر: الملل والنحل (١/٤٣).
(٣) شرح العقيدة الوسطية (١٢٤).
(٤) انظر: تفسير المنار (٢/٤).
(٥) هو الشيخ الداعية الفقيه الدكتور يوسف القرضاوي من علماء الأزهر جهود مشكورة في مجال الدعوة والعلم وهو الآن مقيم في قطر.
(٦) انظر: الخصائص العامة للإسلام (١٢٧).


الصفحة التالية
Icon