ومن خلال هذا التطبيق العملي لملامح الوسطية في ضوء هذا الحديث، يتضح المراد، مما يساعد على فهم الوسطية.
خلاصة القسم الأول
يتضح للقارئ الكريم من خلال الكتاب المتوضع في مجهوده عدة أمور منها:
أن المعنى اللغوي لكلمة (وسط) تدل على معاني الخير، والعدل، والجودة والرفعة والمكانة العلية وما تصرف منها يؤول إلى معاني متقاربة.
من خلال أقوال المفسرين اتضح لي لا التزام بين الوسط والوسطية فكل وسطية فهي وسط، ولا يلزم من كل وسط أن يكون دليلا على الوسطية، فقد يكون من الوسط المكاني أو الزمان ونحوه.
ومن خلال ما ذكره علماء التفسير يتبين لنا أن كلمة الوسط، تستعمل في معان عدة أهمها:
بمعنى الخيار والأفضل العدل.
قد ترد لما بين شيئين فاضلين.
تستعمل لما كان بين الجيد والرديء، والخير والشر.
وتبين لي أن الوسطية تطلق على الأمر الذي فيه خيرية وبينية وأن أي أمر اتصف بالخيرية والبينية فهو الذي يصح أن يطلق عليه وصف الوسطية حيث اتضح لي تلازم بين الخيرية والبينية في إطلاق مصطلح الوسطية.
لا نستطيع فهم الوسطية حتى نفهم أسسها وهي الغلو أو الإفراط والجفاء أو التفريط والصراط المستقيم.
كل أمر فيه غلو أو إفراط فهو خروج عن الوسطية.
كل أمر اتصف بالتفريط أو الجفاء فإنه يخالف الوسطية وبمقدار اتصافه بأي من هذين الوصفين يكون بعده عن لوسطية وتجافيه عنها.
إن الصراط المستقيم يمثل قمة الوسطية وذروة سنامها وأعلى درجاتها.
إن المقياس المعتبر في فهم الوسطية هو الشرع، وليس ما تعارف عليه الناس من مداهنة وتنازل وتساهل.
إن هناك عوامل كثيرة، وأصولا معتبرة تجب مراعاتها عند ضبط مفهوم الوسطية وتطبيقها على أمر من الأمور، حيث إن قصر النظر عن أمر دون آخر يؤدي إلى الانحراف عن مفهوم الوسطية.


الصفحة التالية
Icon