... فهي خير الأمم التي أخرجت للناس وقد وصفها المولي عز وجل وشهد لها بذلك فقال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: ١١٠].
ثم اصطفى الله سبحانه وتعالى لها رسولا من خيارها وأوسطها نسبا ومكانة فبعثه فيها نبيا رسولا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: ١٢٨].
وأنزل عليها أشرف كتبه وجعله مهيمنا على الكتب قبله شاملا لخير ما جاءت به: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة: ٤٨].
بهذا الرسول الكريم، وهذا القرآن العظيم، شرفت هذه الأمة، وبمتابعتهم والاهتداء بهديهما كانت خير الأمم وأوسطها وأعدلها.
وكان أسعد هذه الأمة باتباعهما وأحرصهم على هديهما قولا وعملا واعتقادا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تابعوهم، ثم التابعون لهم بإحسان من القرون الثلاثة المفضلة التي شهد لها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخيرة في قوله:
" خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فهؤلاء هم خيار الأمة ثم يلحق بهم كل من كان على مثل ما كانوا عليه من الهدى والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في كل زمان ومكان فهؤلاء جميعا خيار هذه الأمة وأوسطها وأعدلها.