٣- وقال ابن كثير(١): (قَالَ أَوْسَطُهُمْ)، قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير(٢) وعكرمة وقتادة: أعدلهم وخيرهم(٣).
٤- وقال ابن الجوزي: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ) أي أعدلهم وأفضلهم(٤).
٥- وقال القاسمي: (أي: أعدلهم وخيرهم رأيا)(٥).
مما سبق ذكره من أقوال المفسرين اتضح أن كلمة (أوسط) في آية المائدة فسرت على عدة أوجه وبعدة معاني، منها: الأفضل، وبين القليل والكثير، وبين الجيد والرديء، أو الشدة والسعة، أما آية القلم فاتفق المفسرون على تفسيرها بمعنى الأفضل والخيار وهو الأعدل.
رابعًا: كلمة (فوسطن):
وردت في قوله تعالى: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) [العاديات: ٥].
وقد ذكر المفسرون أن معناها من التوسط في المكان، وهذه جملة من أقوالهم:
١- قال الطبري –رحمه الله-: (يقول تعالى ذكره: فوسطن بركبانهن جمع القوم، يقال: وسطت القوم – بالتخفيف-، ووسطته بالتشديد، وتوسطته بمعنى واحد(٦).
(٢) هو الفقيه، المقرئ الناسك، سعيد بن جبير الأسدي الكوفي، ويكني أبا عبد الله، كان سفيان الثوري يقدمه على إبراهيم النخعي ويقول: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، قتله الحجاج سنة ٩٥ هـ لخروجه مع ابن الأشعث وقال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا محتاج إلى علمه، انظر ترجمته في طبقات ابن سعد: (٦/١٧٨)، وتهذيب التهذيب (٤/١١).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير (٤/٤٠٦).
(٤) انظر: زاد المسير (٨/٣٣٨).
(٥) انظر: تفسير القاسمي (١٦/٥٩٠).
(٦) انظر: تفسير الطبري (٣/٢٨٦).