٢- وقال ابن الجوزي –رحمه الله-: (وقال ابن مسعود: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)، يعني مزدلفة)(١).
٣- وقال القرطبي –رحمه الله-: (جمعا) مفعول به (فوسطن) أي فوسطن بركبانهم العدو يقال: وسطت القوم أوسطهم وسطا وسطه أي –صرت وسطهم يقال: وسطت القوم – بالتشديد والتخفيف – وتوسطتهم بمعنى واحد، وقيل: معنى التشديد: جعلها الجمع قسمين، والتخفيف: صرن وسط الجمع(٢).
٤- وقال القاسمي –رحمه الله-: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) أي فتوسطن ودخلن في وسط جمع الأعداء ففقرته وشتته، يقال: وسطت القوم –بالتخفيف- ووسطته بالتشديد وتوسطته بمعنى واحد(٣).
٥- قال سيد قطب –رحمه الله-: (وهي تتوسط صفوف الأعداء على غرة، فتوقع بينهم الفوضى والاضطراب(٤).
ومما سبق ذكره اتضح أن معناها التوسط والوسط، ومن المفيد أن أذكر أحاديث نبوية في بيان معنى الوسط، ذلك لأن السنة النبوية شارحة للقرآن الكريم ومبينة له، ومن ثم نبين علاقة ذلك بالوسطية التي هي موضوع بحثنا وذلك يعطينا فهما دقيقا على مدلول مصطلح الوسطية.
١- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يدعي نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فقال لأمته: هل بلغكم؟ فيشهدون ما أتانا من نذير: فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ". (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
فذلك قوله – جل ذكره-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط العدل(٥).

(١) انظر: زاد المسير (٦/٢٠٩).
(٢) انظر: تفسير القرطبي (٢٠/١٦٠).
(٣) انظر: تفسير القاسمي (١٧/٦٢٣٧).
(٤) انظر: في ظلال القرآن (٦/٣٩٥٨).
(٥) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب (وكذلك...) (٥/١٨٦ رقم ٤٤٨٧).


الصفحة التالية
Icon