* فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ) [الروم: ١-٤]، خرج أبو بكر الصديق(١) يصيح في نواحي مكة: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ) قال ناس من قريش لأبي بكر: فذلك بيننا وبينك، زعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟! قال: بلى وذلك قبل تحريم الرهان – فارتهن أبو بكر -رضي الله عنه- والمشركون، وتواضع الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه، فسموا بينهم ست سنين)(٢)، والست هنا هي الوسط بين ثلاث وتسع، فقبلها وبعدها ثلاث.
٣- عن عبد الله بن معاوية الغاضري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان، من عبد الله وحده، وعلم أنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدة عليه كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره"(٣).
والوسط هنا ما بين أجود الغنم وبين السيئ والمعيب، وهو مثل قوله تعالى: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) [المائدة: ٨٩].

(١) هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، يلقب بالعتيق، ويكني بأبي بكر ويعرف بالصديق وأعماله مشهورة، وغني عن التعريف، توفى عام ١١ هـ، انظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/١٦٩).
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ٣١، (٥/٣٢١ رقم ٣٢١).
(٣) سلسلة الأحاديث الصحيحة للشي الألباني –رحمه الله- (٣/٣٨ رقم ١٠٤٦).


الصفحة التالية
Icon