٤- عن جابر بن عبد الله(١) -رضي الله عنه- قال: (كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فخط خطا، وخط خطين عن يمينه، ثم تلا هذه الآية: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) [الأنعام: ١٥٣].
والوسط هنا: هو الشيء بين الشيئين، متوسط بينهما ونجد بيان هذا الصراط في الحديث الآتي: عن النواس بن النعمان(٢) –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى كنفي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى الصراط داع يدعو يقول: يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعا، ولا تعرجوا، وداع يدعو على الصراط، فإذا أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب قال: ويلك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام والستور حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، والداعي الذي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوقه واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم"(٣).

(١) هو جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري السلمي، من أهل بيعة الرضوان، شهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- تسع عشرة غزوة، وحمل علما كثيرا، مات -رضي الله عنه- سنة ثمان وسبعين، وقيل غير ذلك، انظر: الاستيعاب (٢/١٠٩ – ١١٠).
(٢) هو الصحابي النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو بن قرط بن عبد الله العامري الكلابي الأنصاري، له ولأبيه صحبة، وتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أخته، فلما دخل بها تعوذت منه فتركها، سكن -رضي الله عنه- الشام، الإصابة (٣/٥٤٩) وتهذيب التهذيب (١/٤٨٠-٤٨١).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الإيمان (١/١٤٥) رقم (٢٤٥) وقال: صيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.


الصفحة التالية
Icon