٢- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا(١).
قال النووي(٢): هلك المتنطعون: أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم(٣).
٣- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار" (وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) [الحديد: ٢٧](٤).
٤- وعن أبي هريرة(٥) -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة"(٦).

(١) أخرجه مسلم، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون (٤/٢٠٥٥ رقم ٢٦٧٠).
(٢) هو الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مري الحوراني الشافعي، ولد –رحمه الله- في سنة ٦٣١ هـ، بنوي، عاش حياته مجدًا في طلب العلم وتعليمه، وتصنيف الكتب والمؤلفات الجليلة النافعة، وكان –رحمه الله- مثالا في الصلاح والورع، وله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مواقف محمودة، توفى عام ٦٧٦هـ، انظر ترجمته في طبقات الشافعية لابن هداية الله (٨٩).
(٣) مسلم مع شرح النووي، كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (١٦/٢٢٠).
(٤) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، في الحسد (٤/٢٧٧ رقم ٤٩٠٤) ضعفه الشيخ الألباني في ضعيفه رقم ( ٦٢٣٢).
(٥) هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي أبو هريرة -رضي الله عنه-، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و نقييب أهل الصفة، حمل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علا كثيرا حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين، توفى -رضي الله عنه- سنة ٥٩ هـ، وقيل غير ذلك، انظر: الطبقات الكبرى (٢/٣٦٢) والحلية (١/٣٧٦).
(٦) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر (١/١٨ رقم ٣٠).


الصفحة التالية
Icon