(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) [الأنعام: ١٥٣].
ولقد تأملت طويلا عند قضية الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط؛ وأيقنت أن الأمة بأمس الحاجة إلى منهج الوسطية منقذا لها من هذا الانحراف الذي جلب عليها الرزايا والمصائب والنكبات.
وجدت أن القرآن الكريم، قد رسم لنا هذا المنهج في جميع جوانبه أصولا وفروعا وعقيدة وعبادة وخلقا وسلوكا وتصورا وعملا.
ولقد جاء منهج الوسطية من خلال القرآن الكريم في أساليب عدة تصريحا وإيماء، مفصلا، مجملا، خبرًا وإنشاء وأمرًا ونهيا.
واقتناعا مني بأهمية هذا الموضوع ومسيس الحاجة إليه فقد رأيت أن أقدم بحث الماجستير في موضوع يتعلق بالوسطية من خلال البحث في آيات القرآن الكريم متأملا لآيات الذكر الحكيم، متفكرا في دلالاته محاولا أن استوعب ما كتبه المفسرون حول تقرير القرآن لمنهج الوسطية وسميته (الوسطية في القرآن) وقد شجعني على ذلك مشايخي وأساتذتي حفظهم الله للغوص في هذا الموضوع وأخص بالذكر الدكتور مبارك رحمة –حفظه الله- الذي شجعني ورغبني في هذا الاختيار فجزاه الله خيرًا.
علي محمد محمد الصلابي
القسم الأول ملامح الوسطية في القرآن
الباب الأول: في تعريف الوسطية في اللغة والاصطلاح وأسسها:
ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: في تعريف الوسطية في اللغة والاصطلاح:
ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: معني الوسطية في اللغة.
المبحث الثاني: الوسطية في استعمال الشارع.
المبحث الثالث: تحرير معنى الوسطية.
الفصل الثاني: في أسس الوسطية.
ويشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: الغلو والإفراط.
المبحث الثاني: التفريط والجفاء.
المبحث الثالث: الصراط المستقيم.
المبحث الرابع: الصلة بين الوسطية والصراط المستقيم.
الباب الثاني: في ملامح الوسطية
ويشتمل على ستة فصول:
الفصل الأول: في الخيرية.
ويشتمل على مبحثين:


الصفحة التالية
Icon