ويدخل في الغلو الكلي الاعتقادي الغلو في فروع كثيرة إذ أن المعارضة الحاصلة به للشرع مماثلة لتلك المعارضة الحاصلة بالغلو في أمر كلي(١).
أما الغلو الجزئي العملي، فهو ما كان غلوًا في جزئية من جزئيات الشريعة ومتعلقا بباب الأعمال دون الاعتقاد، فهو محصور في جانب الفعل سواء أكان قولا باللسان أم عملا بالجوارح(٢).
والغلو الكلي الاعتقادي أشد خطرًا، وأعظم ضررًا من الغلو العملي إذ أن الغلو الكلي الاعتقادي هو المؤدي إلى الشقاق والانشقاق، وهو المظهر للفرق والجماعات الخارجة عن الصراط المستقيم، وذلك كغلو الخوارج(٣) والشيعة(٤).

(١) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (١/٢٨٩) والغلو في الدين (٧٠).
(٢) انظر: الغلو في الدين (٧٧).
(٣) سموا بذلك لخروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بجمعهم إكفار علي، وعثمان، والحكمين وأصحاب الجمل، والخروج على السلطان الجائر، وتكفير صاحب الكبيرة، وتخليده في النار، خلافا للنجدات منهم (نجدة بن عامر)وتفرقوا إلى أكثر من عشرين فرقة: انظر مقامات الإسلاميين للأشعري (١/٨٦) والملل والنحل للشهرستاني (١/١١٤) واعتقادات فرق المسلمين للفخر الرازي (٤٦) وما بعدها.
(٤) سموا بذلك لمشايعتهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقولهم بإمامته، نصا ووصية: إما حليا، وإما خفيا، وأن الإمامة لا تخرج من ولده إلا بظلم من غيره أو تقية منه، والإمامة عندهم من أصول الدين وقالوا بوجوب العصمة للأنبياء عن الكبائر والصغائر، وا لتولي والتبري قولا وفعلا وعقدا، إلا في حالة التقية، وقد يطلق اسم الرافضة على الشيعة وهذا كثير، وقد يراد بالرافضة الفرقة التي في مقابل الزيدية وذلك لرفضهم زيد بن علي في قتاله هشام ابن عبد الملك، انظر: الملل والنحل (١/١٤٦ –١٤٧).


الصفحة التالية
Icon