وفي سورة إبراهيم سماه صراط العزيز الحميد: (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم: ١]، وفي سورة طه، وصفه بالسوي فقال: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى) [طه: ١٣٥].
وفي سورة الحج أضافه للحميد فقال: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج: ٢٤] وفي سورة المؤمنون عرفه دون وصف أو إضافة: (وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) [المؤمنون: ٧٤]، وفي مريم يقول إبراهيم –عليه السلام- لأبيه: (فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) [مريم: ٤٣].
وقول الله في سورة الأنعام: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) [الأنعام: ١٥٣].
هذه بعض الآيات التي وردت في (الصِّرَاطِ) فما معناه؟
قال الطبري -رحمه الله-: في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: ٥].
أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وذلك في لغة جميع العرب، ومن قول الشاعر:

إذا اعوج الموارد مستقيم(١) أمير المؤمنين على صراط
وقال ابن عباس: قال جبريل لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: اهدنا الصراط المستقيم: يقول ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عوج له(٢).
قال الطبري -رحمه الله-:
وإنما وصفه الله بالاستقامة، لأنه صواب لا خطأ فيه(٣).
وقال: وكل حائد عن قصد السبيل، وسالك غير المنهج القويم فضال عند العرب، لإضلاله وجه الطريق(٤).
وقال ابن كثير -رحمه الله-:
(١) انظر: تفسير الطبري (١/٧٣).
(٢) انظر: تفسير الطبري (١/٧٤).
(٣) انظر: المصدر السابق (١/٧٥).
(٤) انظر: المصدر السابق (١/٨٤).


الصفحة التالية
Icon