فيقول بعضهم: الصراط المستقيم: كتاب الله أو اتباع كتاب الله.
ويقول الآخر: الصراط المستقيم هو الإسلام أو دين الإسلام.
ويقول الآخر: الصراط المستقيم: هو السنة والجماعة.
ويقول الآخر: الصراط المستقيم: طريق العبودية، أو طريق الخوف والرضا والحب، وامتثال المأمور واجتناب المحظور، أو متابعة الكتاب والسنة، أو العمل بطاعة الله، ونحو هذه العبارات والأسماء، ومعلوم أن المسمي هو واحد، وإن تنوعت صفاته وتعددت أسماؤه(١).
ثم قال في موضع آخر: فإن الصراط المستقيم أن تفعل في كل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل، ولا تفعل ما نهيت عنه، وهذا يحتاج في وقت إلى أن تعلم ما أمر به في ذلك الوقت، وما نهي عنه، وإلى أن يحصل لك إرادة جازمة لفعل المأمور، وكراهة لترك المحظور، والصراط المستقيم قد فسر بالقرآن أو الإسلام، وطريق العبودية، وكل هذا حق، فهو موصوف بهذا وبغيره(٢).
قال القاسمي -رحمه الله-: الصراط المستقيم أصله الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ويستعار لكل قول أو عمل يبلغ به صاحبه الغاية الحميدة، فالطريق الواضح للحس، كالحق للعقل، في أنه إذا سير بهما أبلغنا السالك النهاية الحسنى(٣).

(١) انظر: تفسير القاسمي (١/٢٠).
(٢) انظر: المرجع السابق (١/٢٢).
(٣) انظر: تفسير القاسمي (١/١٩).


الصفحة التالية
Icon