٢- أن كثيرًا من الأمم التي قبلها، لم تؤمن بمن كان قبلها من الرسل والكتب، بل كذبوا وكفروا بهم، وهذا الوجه وإن جاء في الآية تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمعنى اختلف المفسرون في تحديده(١)، إلا أنه باتفاق الجميع هو الأساس التي يبني عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لم يكن ثمة إيمان على أساسه يتصور المعروف فيؤمر به، والمنكر فينهى عنه، فليس هناك أمر بمعروف ولا نهي عن منكر بالمعنى الشرعي.
الوجه الثاني: أنها أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر:

(١) قيل: إنه آخر الإيمان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع تقدمه عليهما وجودًا ورتبة؛ لأن دلالتهما على خيرتهم أ؟هر من دلالتها عليها، وقيل: للتعريض بأهل الكتاب الذين كانوا يدعون الإيمان، ولا يقدرون على ادعاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنهم كانوا في مجموعهم لا يتناهون عن منكر فعلوه هما من خصائص هذه الأمة المميزة لها، وقيل: ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياج الإيمان بهما يستر نقاؤه وصفاؤه وتوهجه، بل واستمراره، وكلما ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ضعف الإيمان، ودخلت عليه البدع والمعاصي التي تحول دون نمائه وقوته، انظر: تفسير أبي السعود (٢/٧١) وتفسير المنار (٤/٦٤) بتصرف.


الصفحة التالية
Icon