ويقول المستشرق(١) لين بول (١٨٣٢-١٨٩٥): (إن أكبر ما يمتاز به القرآن أنه لم يتطرق شك إلى أصالته، إن كل حرف نقرؤه اليوم نستطيع أن نثق بأنه لم يقبل أي تغيير منذ ثلاثة عشر قرنا)(٢).
وذلك بخلاف الكتب السماوية السابقة، التي طرأ عليها الكثير من التحريف والتبديل، والزيادة والنقصان، بل والضياع أيضًا، وكان من ذلك ما أراد إليه الحق تبارك وتعالى في غير ما آية من كتاب العزيز كقوله تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: ٧٥]، وقوله: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة: ٧٩].

(١) عالم في الآثار المصرية، له عدة مؤلفات: انظر: المستشرقون لنجيب العقيقي (٢/١٦٤) والمستشرقون قوم من الغرب تفرغوا لدراسة اللغة وتراث المسلمين للطعن في الإسلام، وتركوا أوطانهم وعاشوا في الشرق ومنهم من تأثر بالإسلام ودخل فيه.
(٢) عن كتاب "النبوة والأنبياء" لأبي الحسن الندوي (٢١٣).


الصفحة التالية
Icon