و(التوسيط): أي تجعل الشيء في الوسط(١).
و(التوسيط) قطع الشيء نصفين.
و(وسوط الشمس): توسطها السماء(٢).
و(واسطة القلادة): الجوهري الذي هو في وسطها وهو أجودها(٣).
وقال فريد عبد القادر(٤): استقر عند العرب أنهم إذا أطلقوا كلمة (وسط) أرادوا معاني الخير، والعدل، والجودة، والرفع، والمكانة العلية.
والعرب تصف فاضل النسب بأنه وسط في قومه، وفلان من واسطة قومه، أي: من أعيانهم، وهو من أوسط قومه، أي: من خيارهم وأشرافهم(٥).
ومن خلال ما سبق اتضح لنا المعني اللغوي لكلمة (وسط) وما تصرف منها، وأنها تؤول إلى معان متقاربة، ولله الحمد.
المبحث الثاني الوسطية في استعمال الشارع
وردت مادة (وسط) في القرآن الكريم في عدة مواضع، وذلك بتصاريفها المتعددة، حيث وردت بلفظ: (وسطا) و(الوسطي) و(أوسط) و(أوسطهم) و(وسطن).
وسنين معني كل كلمة على وفق ورودا في القرآن الكريم مسترشدين بأقوال المفسرين ببعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في توضيح معاني تصاريف كلمة الوسط.
أولا: كلمة وسطا:
وردت في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: ١٤٣]، وقد ورد تفسير هذه الكلمة في السنة النبوية، كما ذكر لها المفسرون عدة معان وتفصيل ذلك كما يلي:

(١) انظر الصحاح: (٣/١١٦٧).
(٢) لسان العرب فصل الواو، باب وسط: (٧/٤٢٩).
(٣) انظر الصحاح: (٣/١١٦٧).
(٤) طالب علم في جامعة الإمام محمد بن سعود تقدم ببحث في الوسطية في الإسلام ونال به درجة الماجستير.
(٥) الوسطية في الإسلام (١٠).


الصفحة التالية
Icon