١- وقد ورد تفسير هذه الكلمة عن أبي سعيد الخدري(١) -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يدعي نوح يقوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ"، (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(٢)، فذلك قوله – جل ذكره-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط: العدل.
وروى الطبري(٣) بإسناده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: عدولا(٤).

(١) هو سعد بن مالك بن سنان، يتصل نسبه بخدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج استشهد أبوه مالك بن سنان في وقعة أحد، وأبو سعيد الخدري هو سابع المكثرين من الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقد توفى الزاهد العابد، والعالم العامل عام ٧٤هـ، انظر: تهذيب التهذيب: ٣/٤٧٩، وحلية الأولياء: (١/٣٦٩)، وصفة الصفوة: (١/٢٩٩).
(٢) صحيح البخاري كتاب التفسير، باب (وكذلك جعلناكم...): (٥/١٧٦)، رقم (٤٤٨٧).
(٣) هو الإمام المؤرخ المفسر الفقيه الحافظ محمد بن جرير بن يزيد الطبري، ولد في آمل طبرستان واستوطن بغداد حتى توفى بها عام (٣١٠هـ). سير أعلام النبلاء (١٤/٢٦٧)، وفيات الأعيان (٤/١٩١).
(٤) انظر: تفسير الطبري: (٢/٧).


الصفحة التالية
Icon