ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة"(١).
وكل الأنبياء والرسل قبله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، كانوا يبعثون إلى أقوامهم خاصة دون غيرهم كما أخبر الله –عز وجل-، فقال عن نوح: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) [نوح: ١]. وقال: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) [الأعراف: ٥٩]، وقال عن هود –عليه السلام-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) [الأعراف: ٦٥].
وقال عن صالح –عليه السلام-: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا) [الأعراف: ٧٣]، وقال عن لوط –عليه السلام-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) [الأعراف: ٨٠]، وقال عن شعيب –عليه السلام-: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) [الأعراف ٨٥]، وقال عن موسى –عليه السلام-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) [هود: ٩٦-٩٧]، وقال عن عيسي –عليه السلام-: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) [آل عمران: ٤٩].