أثر اسم الله الحميد:
وهذا الاسم يتضمن لصفة الحمد بكل أنواعه، فهي صفة ذاتية لله -عز وجل-: لا تنفك عنه وتظهر آثارها باستمرار في كل لحظة، ومعناها أنه سبحانه مستحق لكل أنواع الحمد، لأنه المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وليس ذلك لأحد سواه سبحانه، كما يبدو لي أن العبد لا بد أن يسلك في حياته سلوكا يحمد عليه، لأن أعماله جميعا يجب أن تكون خالصة للحميد، ولو أن كل فرد تحرى أن يكون عمله حميدا لصلح أمر الناس في الدنيا والآخرة، ولاختفت المنازعات فيما بينهم والخصومات ولعاشوا جميعا إخوة في الله متحابين(١).
أثر اسم الله المهيمن:
ومن آثار هيمنته سبحانه أنه يملك أن يتصرف في خلقه كيف يشاء؛ لأنه ملكهم والمالك من حقه أن يتصرف فيم لكه بكافة أنواع التصرف، من نماذج هذه التصرفات ما ذكره الله تنبيها وتذكيرا باستمرار وشمول هيمنته على خلقه –سبحانه وتعالى-(٢).
قال تعالى:
(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ *قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: ٦٣-٦٥]. وإذا شعر القلب بهيمنة ربه عليه لجأ إليه وطلب العون منه لدفع ضر أو جلب نفع، والآيات في هذا الباب كثيرة، وكذلك أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أثر صفة العلو في قلب العبد:

(١) انظر: مفهوم السماء والصفات، مقال في مجلة الجامعة الإسلامية العدد (٥٩): ٧٠-٧٩.
(٢) المرجع السابق (٧٠-٧٩).


الصفحة التالية
Icon