وبذلك يتضح لنا صفات المحسنين ويكون الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل والمال والجاه وأنواع المنافع هو من الإيمان ومن دواعي زيادته، والجزاء من جنس العمل، فكما أحسن إلى عباد الله وأوصل إليهم من بره ما يقدر عليه، أحسن الله إليه أنواعا من الإحسان ومن أفضلها: أن يقوى إيمانه ورغبته في فعل الخير، والتقرب إلى ربه وإخلاص العمل له(١).
ثامنا: ومن الأمور التي تقوى الإيمان وتزيده ما ذكره الله تعالى في سورة المؤمنين من قوله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ*. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) [المؤمنون: ١-١٠]، فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه؛ كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره كما تقدم، بحضور القلب في الصلاة، وكون المصلي يجاهد نفسه على استحضار ما يقوله ويفعله: من القراءة والذكر والدعاء فيها، ومن القيام والقعود، والركوع والسجود من أسباب زيادة الإيمان ونموه(٢).

(١) التوضيح والبيان (٥٤).
(٢) التوضيح والبيان (٥٤).


الصفحة التالية
Icon