وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [الحديد: ٢٨]، فرتب على الإيمان حصول الثواب المضاعف، وكمال النور الذي يمشى به العبد في حياته، ويمشى به يوم القيامة: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ) [الحديد: ١٢].
فالمؤمن من يمشى في الدنيا بنور علمه وإيمانه وإذا أطفئت الأنوار يوم القيامة مشى بنوره على الصراط حتى يجوز به إلى دار الكرامة والنعيم، وكذلك رتب المغفرة على الإيمان، ومن غفرت سيئاته سلم من العقاب، ونال أعظم الثواب(١).
عاشرًا: ومن ثمرات الإيمان حصول الفلاح الذي هو إدراك غاية الغايات، فإنه إدراك كل مطلوب، والسلامة من كل مرهوب والهدى الذي هو أشرف الوسائل، كما قال تعالى بعد ذكره المؤمنين بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وما أنزل على من قبله، والإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة اللتين هما من أعظم آثار الإيمان قال تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة: ٥].
فهذا هو الهدى التام والفلاح الكامل، فلا سبيل إلى الهدى والفلاح اللذين لا صلاح ولا سعادة إلا بهما إلا بالإيمان التام بكل كتاب أنزله الله، وبكل رسول أرسله الله، فالهدى أجل الوسائل، والفلاح أكمل الغايات(٢).
الحادي عشر: ومن ثمرات الإيمان: الانتفاع بالمواعظ والتذكير بالآيات:
قال تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: ٥٥].
وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجرات: ٧٧].

(١) التوضيح والبيان (٧٩-٨٠).
(٢) انظر: التوضيح والبيان (٨١).


الصفحة التالية
Icon