يا سبحان الله يجعلون جبريل روح كذب في أفواه جميع أنبياء أخاب والرب يشجعه على ذلك!! وبذلك اتضحت مسالك الناس في اعتقادهم في الملائكة بين منكر لها وهم الملاحدة وبين متصور لها بأفلاك وأوهام وهم الفلاسفة، وبين زاعم بأنها بنات الله وعبدوها من دون الله وهم مشركو العرب.
وجاء القرآن ليبين منهج الوسطية في هذا الركن من العقائد بما ينفع الناس ويدلهم على الصراط المستقيم، الذي هو الوسطية في هذا الدين، وجاء القرآن الكريم موضحاً ما ينفع الناس ويصحح تصوراتهم وأفكارهم ومعتقداتهم في قضايا الاعتقاد وغيرها، إن المسلم يعتقد اعتقادا جازما بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها، ولا يصلح إيمان عبد حتى يؤمن بوجودهم وبما ورد في حقهم من صفات وأعمال في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف(١).
قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ...) [البقرة: ٢٨٥].
وفي الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما سأل جبريل عليه السلام عن الإيمان قال -صلى الله عليه وسلم-: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(٢).

(١) انظر: الإيمان لمحمد نعيم ياسين (٤٨).
(٢) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل (١/١٤٠).


الصفحة التالية
Icon