وهم كثير لا يحصى عددهم إلا الله، قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: ٣١].
وهكذا منهج القرآن في بيان حقيقة الملائكة، فيه ملامح الوسطية بعيدًا عن الغلو والإفراط والتفريط والمطلوب من المؤمن أن يؤمن بالملائكة إيمانا تفصيليا وإجماليا، فيجب عليه الإيمان بالملائكة التي وردت أسماؤهم في الكتاب أو السنة بالتفصيل ومن هؤلاء رؤساؤهم الثلاثة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل(١).
وجبريل هو الملك الموكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح وقد ورد ذكره هو وميكائيل في القرآن الكريم، قال تعالى: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: ٩٧-٩٨].

(١) الكواشف الجلية عن معاني الوسطية (٣٦).


الصفحة التالية
Icon