وجبريل -عليه السلام- عادته اليهودية ظلما وعدوانا وانتكاسا وبعدا عن الصراط المستقيم، أما الفلاسفة فأنكروا الملائكة جملة، وقد أثنى الله سبحانه عليه في القرآن أحسن الثناء ووصفه بأجمل الصفات، قال تعالى: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ *وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ *إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ *مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) [التكوير: ١٥-٢١]، وقال تعالى في وصفه: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)[النجم: ٥-٦].
وأما ميكائيل فهو الملك الموكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان(١)، وأما إسرافيل فهو الملك الموكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم(٢)، ومن الملائكة الذين ورد ذكرهم في القرآن مالك خازن النار، قال تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) [الزخرف: ٧٧]، فهؤلاء وغيرهم من ورد ذكر أسمائهم في أحاديث ثبتت صحتها يجب الإيمان بهم، وبما نيط بهم من الوظائف والأعمال، وأما الملائكة الذين لم يرد ذكرهم، فيجب أن نؤمن بهم بصورة إجمالية، ونؤمن بما ذكر من أصنافهم وأفعالهم في القرآن والسنة فنؤمن بالكرام الكاتبين الذين جعلهم الله علينا حافظين، كما قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: ١٠-١٢].

(١) انظر: أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب.
(٢) إغاثة اللهفان (٢/١٢٢).


الصفحة التالية
Icon