أخلاق مذمومة، وملاك هذه الأربعة أصلان: إفراط النفس في الضعف، وإفراطها في القوة، فيتولد من إفراطها في الضعف: المهانة والبخل، والخسة واللؤم، والذل والحرص، والشح وسفاسف الأمور، والأخلاق، ويتولد من إفراطها في القوة: الظلم والغضب والجدة والفحش، والطيش.
فالأخلاق الذميمة: يولد بعضها بعضا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضا(١)، وهذا كلام نفيس، وفهم بليغ، يدل على فهم صاحبه لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
من الأخلاق السيئة التي نهى القرآن عنها:
١- الظلم:
إن المسلم الذي رضى بالله ربا وبالإسلام دنيا، وبمحمد نبيا ورسولا لا يرضى لنفسه أن يكون ظالما، ولا يقبل الظلم من أحد.
قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ) [إبراهيم: ٤٢-٤٥].
وقال تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ) [الشورى: ٤٢].
وقال تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء: ٢٢٧].
وجاءت الأحاديث النبوية في الترهيب من الظلم بأنواعه الثلاثة:

(١) تهذيب مدارج السالكين (٢/٦٥٩).


الصفحة التالية
Icon