عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن، دعوة الوالد، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر"(١).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: "من كانت عنده مظلمة لأخيه في مال أو عرض فليأته فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات أخذت من سيئات صاحبه فطرحت عليه"(٢).
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته" ثم تلا: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: ١٠٢](٣).
وذكر العلماء أن أنواع الظلم ثلاثة هي:
١- ظلم العبد لربه، وذلك يكون بالكفر به تعالى: قال سبحانه: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: ٢٥٤]....
ويكون بالشرك في عبادته تعالى بأن يصرف بعض عباداته إلى غيره، قال سبحانه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: ١٣]....
... ٢- ظلم العبد لغيره من عبادة الله ومخلوقاته، وذلك بأذيتهم في أعراضهم أو أبدانهم أو أموالهم بغير حق.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
٣- ظلم العبد نفسه، وذلك بتدسيتها وتلويثها بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات من معاصي الله ورسوله، قال تعالى: (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [البقرة: ٥٧].
فمرتكب الكبيرة نم الإثم والفواحش هو ظالم لنفسه إذ عرضها لما يؤثر فيها من الخبث والظلمة فتصبح به أهلا للعنة الله، والبعد منه.

(١) رواه الترمذي كتاب البر والصلة، باب دعوة الوالدين، (٤/٢٧٧ رقم ١٩٠٥).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، كتاب القصاص يوم القيامة، (٧/٢٥١ رقم ٥٤٣٤).
(٣) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب: وكذلك أخذ ربك (٥/٢٥٥).


الصفحة التالية
Icon