كان الصينيون في أقدم عصورهم يسيرون على نظام تعدد الزوجات، وكان لهم نظام خاص في ذلك، يباح للزوج أن يشترى فتيات يستمتع بهن، ويكن زوجات، إلا أنهن يخضعن للزوجة الأصلية، فيكون ذلك أشبه بالرياسة، وتكون منزلتهن أقل من الزوجة الأولى، وكانت الزوجات يخضعن للرجال، ويشعرن بالسعادة في ظل البيت الذي يضمهن، وكن مخلصات لأزواجهن، ولذلك كان الزوج يطلب من زوجاته ألا يتزوجهن بعده، وكثرا ما كن يحرقن أنفسهم تكريما له(١).
التعدد في الهند:
كان العدد مباحا في الهند القديمة، وكانت المرأة في منزلة أقل من منزلة الرجل، فكانت مطيعة، مخلصة له، وكان للرجل أن يتزوج من زوجات كثيرات، ويختار الزوج واحدة من زوجاته لتشرف على الباقيات، وتضع كل واحدة في مكانها.
وكان الزوج كثيرا ما يعاهد زوجاته على أن يحرقن(٢) أنفسهن بعد مماته، ويذكر صاحب قصة الحضارة أن أحد ملوك الهند اختار ثلاثة آلاف من زوجاته البالغ عددهن اثنتى عشر ألفا، ليكن مقربات له على شرط أن يحرقن أنفسهن مختارات عند موته، وإن ذلك ليعد شرفا عظيما لهن(٣).
وعدة حرق الزوجة أو الزوجات كانت قديمة، والهند من أوائل البلاد التي قدست هذه العادة.
العدد في فارس القديمة:
كان التعدد مباحا، فللرجل أن يتزوج بمن شاء منهن، وقد أقرت ذلك تعاليم زردشت(٤)، ولقد أباح قدماء الفرس أن يجمع الرجل بين الأختين؛ بل ويتزوج الأب ابنته، والابن أمه، والأخ أخته، فالديانة عندهم تبيح ذلك(٥).
التعدد في الجاهلية عند العرب:

(١) تعدد الزوجات، لإبراهيم الجمل (١٥)
(٢) تعدد الزوجات، لإبراهيم الجمل (٢٩)
(٣) تعدد الزوجات، لإبراهيم الجمل (١٥)
(٤) من الديانات الفارسية الإباحية القديمة الضاربة في التاريخ.
(٥) المرجع السابق، (١٧).


الصفحة التالية
Icon