في هذا العصر صدرت دراسات واسعة جدًا بأقلام كثير من الباحثين الأوروبيين رجالا ونساء عن ظاهرة التعدد وخاصة لدى الشعوب الإفريقية، تستبين منها ضرورة هذا المبدأ للاجتماع الإنساني في كثير من الشعوب، وتتجلى بها حكمة الله في تشريعه الحكيمن ويندحر فيها دين الكنيسة الذي يبرأ منه الوحي الإلهي الكريم، ونقتبس هنا قليلا –من كثير- من هذه الدراسات التي أوردها كتاب (تعدد الزوجات لدى الشعوب الإفريقية) يقول مؤلفه.
(تعدد الزوجات يعد في الواقع أحد الملامح البارزة لنظام الزواج والأسرة لدى الشعوب الإفريقية، فعلى اختلاف هذه الشعوب من حيث الجنس، والمرحلة الحضارية، فإنها تتفق في إباحة تعدد الزوجات، وقد وصف بعض الملاحظين الأوروبيين تعدد الزوجات لدى الشعوب التي كانت محل دراستهم وصفا يبدو منه تعدد الزوجات وكأنه النظام العادي للزواج، ويعد المؤلف أسبابا ثمانية للتعدد منها:
أولا: الرغبة في الحصول على الذرية.
ثانيا: الرغبة في تكثير الذرية كضرورة للحياة، ولتأمين حياة الرجل وشيخوخته، وللحصول على القوة والنفوذ، وللمحافظة على تثمير ثروته.
ثالثا: توطيد علاقته بأكبر عدد من العائلات التي يصاهرها، ليحصل أيضًا على الاستقرار والأمن.
رابعًا: أهميته الكبيرة للمرأة داخل البيت وخارجه.
ويختمها بقوله: (ولعل القارئ قد أدهشه أننا لم نذكر من بينها سببا لعله أول ما يتبادر إلى الذهن... ألا وهو رغبة الرجل في التنقل والتغيير، وكان هذا السبب يظن قديما أنه السبب الرئيسي لتعدد الزوجات، فقديما كان الأوروبيون ولا يزال بعضهم يعتقدون أن تعدد الزوجات لدى الإفريقيين يرجع إلى ما يتميز به الرجل الإفريقي من شهوة عارمة إلا أن هذه الفكرة في الواقع لا تستند إلى أساس سليم، فقد اتضح من الدراسات المختلفة أن الرجال يقبلون على تعدد الزوجات في معظم الحالات لأسباب لا صلة بقوة الشهوة).