(لذلك فإن موقف الإفريقي الذي يرغب في اعتناق المسيحية ليس سهلا، فالديانة الجديدة تلزمه بالتخلي عن كل زوجاته إلا واحدة، وتحرمه من ثانية في المستقبل إذا لم يكن له سوى واحدة، بينما ظروف حياته تدعوه إلى عدم التخلي عن هذه الرخصة، وكثيرا ما ضحى الإفريقيون بالديانة الجديدة، في سبيل الاحتفاظ بحقهم في ممارسة تعدد الزوجات.
يقول ﷺ.Shton عن الباستوتو:
(لقد هاجمت الكنائس بأجمعها تعدد الزوجات، واعتبرته خارجا على القانون لكن من الملاحظ أن كثيرا من الرؤساء وغيرهم مستعدون أن يطردوا في سبيله من الكنيسة(١) وتعارض النساء أيضًا بشدة دعوة الكنيسة لمنع التعدد كما جاء في أقوال المبشرين أنفسهم، وقد يشير هذا دهشتنا ولكن: (إذا تعمقنا في المسألة قليلا وجدنا أن موقف النساء ينطوي على إدراك سليم لحقيقة الأمر بالنسبة لهن، فذكاؤهن العملي وخبرتهن اليومية جعلتهن يدركن أن النتيجة الطبيعية للأخذ بنظام الزوجة الواحدة، هي أن يبقي عدد من النساء لا يجدن طريقه إلى الزواج، وتكوين أسرة، والزواج والأسرة هما هدف الإفريقية وغاية حياتها فوحدة الزوجة معناها حرمان عدد غير قليل من النساء من مزايا الأمومة والحياة العائلية، ولا أشق على نفس المرأة من أن يحكم عليها بهذا المصير، فالمرأة الإفريقية تدرك إدراكا فطريا أنها ستكون الضحية الأولى بهذه الدعوة الجديدة)(٢).
شر البدائل عن التعدد:
(٢) المرجع السابق (٧٤-٧٦).