وهذه أحكام تصطدم مع الفطرة السليمة، والعقول الحكيمة، وتبتعد عن معاني الإنسانية التي جاءت الشرائع السماوية لتحث الناس عليها، ولذلك لا نستغرب إلحاح الجماهير وضغطها على الحكومة الإيطالية في إيطاليا حتى تصدر الدولة قانونا يبيح الطلاق أمام القضاة، وكان لهذا القانون دوي هائل في إيطاليا كلها، وعلى الفور انبرت (الكنيسة الكاثوليكية) لمقاومته، وجمعت ألوف الأصوات حتى ترغم الحكومة على إجراء استفتاء شعبي عليه، ورغم جهود الفاتيكان ونفوذ الكنيسة، ودعاويها الدينية، إلا أن نداء الفطرة كان أقوى وأندى وانتصرت الفطرة وصدر قانون إباحة الطلاق وابتهج الشعب الإيطالي بذلك(١).
وننقل هنا بعض ما نشرته الصحف على سبيل المثال:
(روما – وكالات الأنباء: احتفل مئات الألوف من الإيطاليين مساء أمس الأول بنتيجة الاستفتاء الذي أسفر عن الإبقاء على إباحة الطلاق، فساروا في مواكب نظمت في المدن الكبرى، وهم يحملون المشاعل والأعلام...).
وتعتبر هذه النتيجة هزيمة قاسية للحزب المسيحي، والكنيسة، ومما يذكر أن النتيجة كانت ٥٩%(٢)، مؤيدين لإباحة الطلاق، بينما عارضت الطلاق ٤٠%ـ وهذا كله من أجل حقيقة واحدة قررها القرآن العظيم، وأغنى البشر فيها بشريعته عن متاعب وتجارب القرون، ولم تلحق به أوروبا فيها إلا بعد أن ذاقت الويلات الهائلة نفسيا واجتماعيا(٣).
ثالثا: مسالك القرآن والسنة في علاج الخلاف العائلي بين الزوجين:
سلك الإسلام في معالجة الخلاف العائلي بين الزوجين الطرق التالية:
(٢) انظر: جريدة الجمهورية، بالقاهرة، تاريخ الأربعاء، ٢٥ مايو ١٩٧٤م.
(٣) انظر: المنهاج القرآن يفي التشريع (٥٧٨).