١- دعا الزوجين إلى أن يشعر كل واحد منهما بمسؤوليته نحو الآخر ونحو أولادهما أما الله –سبحانه وتعالى- فهو المطلع على أعمالهم سواء كانت خيرا أو شرًا وهو الرقيب الحفيظ العليم العزيز الحكيم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: ٦].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته إلى أن يقول: والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته"(١).
٢- فإذا بدأ الخلاف بينهما أوصاهما بأن يتحمل كلا أخلاق الآخر ويصبر على ما يكرهه منه، فالحياة لم تسو بين الناس في عقولهم وأخلاقهم وطباعهم، ولابد من إغضاء الإنسان عما لا يرضيه، وكثيرا ما يكون الخير فيما يكرهه الإنسان ويتأذى به.
وفي قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: ١٩].
وقد حكى لي أحد الآباء -رحمه الله- تعالى أنه تزوج امرأة حدثت بينهما مشاكل وكاد أن يطلق زوجته إلا أنه أثناء تلاوته لكتاب الله مر على الآية المذكورة فعزم على الإعراض عن فكرة الطلاق وصلح حالهما وبارك الله له في ذريته وأنجب منها ذكورًا وإناثا وأصبحوا رجالا ونساء على خير وصلاح منهم ثلاثة من حفظة كتاب الله.

(١) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب المرأة راغبة في بيت زوجها (٦/١٨٥ رقم ٥٢٠٠).


الصفحة التالية
Icon