وقعت في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الاجتهادات الخاطئة التي تشير إلى سبيل الغلو، والتشدد في الدين عن حرص صادق للازدياد من الخير، فردهم النبي الكريم إلى الصراط المستقيم وقوم هذا العوج وأرشدهم إلى سبيل الاعتدال والخير القويم.
إن القرآن الكريم يقرر منهج الوسطية في العبادة بأساليب متعددة ومتنوعة فأحيانا بيان الانحراف الواقع في حقيقة العبادة وأحيانا بيان كيفية عبادته وحده –سبحانه وتعالى-.
إن أحاديث كثيرة وتوجيهات نبوية كريمة رسمت منهج الوسطية للمسلمين في العبادة، والحث على الاقتصاد والاعتدال فيها والنهي عن التعمق والتشدد، والاقتصاد على ما يطاق من العبادة، والابتعاد عن تكلف ما لا يطاق.
إن دائرة العبادة التي خلق الله لها الإنسان، وجعلها غايته في الحياة، ومهمته في الأرض، دائرة رحبة واسعة، تشمل شؤون الإنسان كلها، وتستوعب حياته جميعا، وتستغرق كافة مناشطه وأعماله.
إن من قواعد الدين العظيمة: أنه لا عبادة إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
إن المباحات تتحول إلى طاعات بالنية الصادقة ويؤجر عليها العبد بالثواب من الله تعالى.
إن شرطي قبول العبادة هما: الإخلاص لله تعالى، واتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذان الشرطان دليل على وسطية القرآن في باب العبادة.
تنقسم العبودية في القرآن الكريم إلى عامة، وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق، وعبودية خاصة، وهي عبودية الطاعة العامة، وإلى خاصة الخاصة، وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام.
إن مهمة الجانب العبادي للإنسان تعتبر ركنا أصيلا في المنهاج الإلهي الذي شرعه الله تعالى على غاية العلم والحكمة وجعله بناء محكما يشد بعضه بعضا.
نستطيع أن نستخلص مهمة العبادة في أمور منها: تثبيت الاعتقاد، وتأسيس وتثبيت القيم الأخلاقية وإصلاح الجانب الاجتماعي وغير ذلك من الأمور.


الصفحة التالية
Icon