الأٌّرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
وأفرد الضمير في ﴿ليحكم بينهم﴾ وقد تقدم قوله: ﴿إلى اللَّه ورسوله﴾ لأن حكم الرسول هو عن الله. قال الزمخشري: كقولك أعجبني زيد وكرمه يريد كرم زيد ومنه:
ومنهل من الفلافي أوسطهغلسته قبل القطا وفرطه
أراد قبل فرط القطا انتهى أي قبل تقدم القطا إليه وقرأ أبو جعفر ﴿ليحكم﴾ في الموضعين مبنياً للمفعول و ﴿إذا﴾ الثانية للفجاءة. جواء ﴿إذا﴾ الأولى الشرطية، وهذا أحد الدلائل على أن الجواب لا يعمل في إذا الشرطية خلافاً للأكثرين من النحاة، لأن إذا الفجائية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. وقد أحكم ذلك في علم النحو. والظاهر أن ﴿إليه﴾ متعلق بيأتوا. والضمير في ﴿إليه﴾ عائد على الرسول صلى الله عليه وسلّم وأجاز الزمخشري أن يتعلق ﴿إليه﴾ بمذعنين قال: لأنه بمعنى مسرعين في الطاعة وهذا أحسن لتقدم صلته ودلالته على الاختصاص وقد رددنا عليه ذلك وفي ما رجح تهيئة العامل للعمل وقطعه عن العمل وهو مما يضعف.
﴿أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون﴾ ﴿أم﴾ هنا منقطعة والتقدير: بل ارتابوا بل أيخافون وهو استفهام توقيف وتوبيخ، ليقروا بأحد هذه الوجوه التي عليهم في الإقرار بها ما عليهم، وهذا التوقيف يستعمل في الأمور الظاهرة مما يوبخ به ويذم، أو مما يمدح به وهو بليغ جداً فمن المبالغة في الذم. قول الشاعر:
ألست من القوم الذين تعاهدواعلى اللؤم والفحشاء في سالف الدهر ومن المبالغة في المدح. قول جرير:


الصفحة التالية
Icon