أحوال السعداء يوم القيامة
قال تعالى :
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦)
المفردات :
٣١... مَفَازًا... فوزا بالجنة متنزها
٣٣... كَوَاعِبَ... فتيات شابات نواهد
٣٣... أَتْرَابًا... في سن واحدة
٣٤... كَأْسًا دِهَاقًا... كأسا مليئة من خمر الجنة
٣٥... لَغْوًا... باطلا، كذبا
٣٦... عَطَاءً حِسَابًا... عطاءً كثيراً كافيا
المناسبة :
بعد أن ذكر اللّه تعالى شيئا من أحوال الأشقياء أهل النار، ذكر ما لأهل الجنة السعداء من موضع فوز وظفر، حيث زحزحوا عن النار، وأدخلوا الجنة، وأبان أن ذلك تفضل من اللّه وإحسان، وفي إيراد أحوال السعداء والأشقياء مجال للتأمل والمقارنة، وترغيب بالطاعة، المؤدية إلى الجنة، وترهيب من المعصية والكفر وتكذيب الرسل المؤدي إلى النار. والخلاصة : أنه تعالى لما ذكر وعيد الكفار، أتبعه بوعد الأخيار.
المعنى الإجمالي :
بعد أن بين حال المكذبين، أردفه ما يفوز به المتقون من الجنات التي وصفها ووصف ما فيها، وذكر أنها عطاء من اللّه تعالى، وفى هذا استنهاض لعوالى الهمم، بدعوتهم إلى المثابرة على أعمال الخير، وازديادهم من القربات والطاعات، كما أن فيها إبلاما لأنفس الضالين المكذبين. (١)
وهذا بيان لحال المؤمنين يوم القيامة بعد بيان حال الكافرين والمكذبين : إن للمتقين فوزا عظيما بما عملوا في الدنيا، وإن لهم في الجنة موضع فوز ومكان نجاة، بعضه حدائق غناء، ذات بهجة ورواء، وأن لهم فيها فواكه وأعنابا، وكواعب أترابا، أى :
نساء حسانا في سن واحدة فهن لدات، والتمتع بهذا الصنف من النساء أمل الناس في الدنيا فكان لهم في الآخرة على وجه ونظام لا يعلمه إلا اللّه، وليس لنا أن ندقق النظر في أمثال هذا

(١) - تفسير المراغي - (١ / ٥٣٧١)


الصفحة التالية
Icon