الأصول العامة ثلاثة : التوحيد، تقرير الحدود وأعمال الخلق، وذكر أحوال يوم القيامة، ولا حرج على فضل اللّه الذي يهب لمن يقرؤها بتدبر وتفهم مثل ما يهبه لقارئ ثلث القرآن. (١)
ما اشتملت عليه السورة :
سورة الإخلاص مكية، وقد تحدثت عن صفات الله جل وعلا الواحد الأحد، الجامع لصفات الكمال، المقصود على الدوام، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن صفات النقص، وعن المجانسة والمماثلة، وردت على النصارى القائلين بالتثليث، وعلى المشركين الوثنئين، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، الذين جعلوا لله الذرية والبنين. (٢)
وفيها إثبات وحدانية الله تعالى.
وأنه لا يقصد في الحوائج غيره وتنزيهه عن سمات المحدثات.
وإبطال أن يكون له ابن.
وإبطال أن يكون المولود إلاهاً مثل عيسى عليه السلام.
والأحاديث في فضائلها كثيرة وقد صح أنها تعدل ثلث القرآن. وتأويل هذا الحديث مذكور في شرح ( الموطأ ) و ( الصحيحين ). (٣)
في السورة تقرير العقيدة الإسلامية بذات اللّه بأسلوب حاسم وقطعي ووجيز.
وأسلوبها عام التوجيه والتقرير. وهناك روايات تذكر أنها مدنية وأخرى تذكر أنها مكية. والمصحف الذي اعتمدنا عليه يروي مكيتها، كما أنها مكية في التراتيب الكاملة المروية الأخرى. ومن أسمائها «الصمد» وبذلك يتم الاتساق في تسميتها مع أسلوب تسمية السورة بصورة عامة.
ولقد روى البخاري وأبو داود عن أبي سعيد :«أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو اللّه أحد يردّدها فلما أصبح جاء إلى رسول اللّه - ﷺ - فذكر ذلك له وكأنّ الرجل يتقالّها فقال رسول اللّه والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» «٢». وروى الشيخان والترمذي عن أبي الدرداء عن النبي - ﷺ - قال :«أ يعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن. قالوا وكيف يقرأ في ليلة ثلث القرآن قال قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن» «٣». وحديث رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال :
«احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد فخرج نبيّ اللّه فقرأ قل هو اللّه أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبيّ اللّه

(١) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٩١٨)
(٢) - صفوة التفاسير ـ للصابونى - (٣ / ٥٣٦)
(٣) - التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية - (٣٠ / ٦١٢)


الصفحة التالية
Icon