سورة الناس
مدنيّة، وهي ست آيات
تسميتها :
سميت سورة الناس لافتتاحها بقول اللَّه تبارك وتعالى : قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.. وتكررت كلمة النَّاسِ فيها خمس مرات. وقد نزلت مع ما قبلها، وهي مكية عند الأكثر، وقيل : مدنية كما تقدم. وعرفنا وجه مناسبتها لما سبقها.
وهي آخر سورة في القرآن، وقد بدئ بالفاتحة التي هي استعانة باللَّه وحمد له، وختم بالمعوذتين للاستعانة باللَّه أيضا.
وقال ابن عاشور :
" تقدم عند تفسير أول سورة الفلق أن النبي ( - ﷺ - ) سمى سورة الناس :( قل أعوذ برب الناس )
وتقدم في سورة الفلق أنها وَسورة الناس تسميان ( المعوذتين )، و ( المشقشقتين ) بتقديم الشينين على القافين، وتقدم أيضاً أن الزمخشري والقرطبي ذكر أنهما تسميان ( المقشقشتين ) بتقديم القافين على الشينين، وعنونها ابن عطية في ( المحرر الوجيز ) ( سورة المعوذة الثانية ) بإضافة ( سورة ) إلى ( المعوذة ) من إضافة الموصوف إلى الصفة، وعنونهما الترمذي ( المعوذتين )، وعنونها البخاري في ( صحيحه ) ( سورة قل أعوذ برب الناس ).
وفي مصاحفنا القديمة والحديثة المغربية والمشرقية تسمية هذه السورة ( سورة الناس ) وكذلك أكثر كتب التفسير. وهي مكية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مكية، ومدنية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مدنية. والصحيح أنهما نزلتا متعاقبتين، فالخلاف في إحداهما كالخلاف في الأخرى، وقال في ( الإِتقان ) : إن سبب نزولها قصة سِحر لبيد بن الأعصم، وأنها نزلت مع ( سورة الفلق ) وقد سبقه إلى ذلك القرطبي والواحدي، وقد علمتَ تزييفه في سورة الفلق. وعلى الصحيح من أنها مكية فقد عُدت الحادية والعشرين من السور، نزلت عقب سورة الفلق وقبل سورة الإِخلاص. وعدد آيها ست آيات، وذكر في ( الإِتقان ) قولاً : إنها سبع آيات وليس مَعزُوّاً لأهل العدد.
وفيها إرشاد للنبي ( - ﷺ - ) لأن يتعوذ بالله ربه من شر الوسواس الذي يحاول إفساد عمل النبي ( - ﷺ - ) وإفساد إرشاده الناس ويلقي في نفوس الناس الإِعراض عن دعوته. وفي هذا الأمر إيماء إلى أن الله تعالى معيذه من ذلك فعاصمه في نفسه من تسلط وسوسة الوسواس عليه، ومتمم دعوته حتى تعمّ في الناس. ويتبع ذلك تعليم المسلمين التعوذ بذلك، فيكون لهم من هذا التعوذ


الصفحة التالية
Icon