أمارات القيامة والجزاء على العمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)سبب النزول : نزول الآية (٦) : يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ :
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ.. الآية قال : نزلت في أبيّ بن خلف.
وَأَخْرَجَ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عِكْرَمَةَ،" " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ "، قَالَ: أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ (١)
المفردات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... انْفَطَرَتْ... انشقت
٢... انْتَثَرَتْ... تساقطت
٣... فُجِّرَتْ... فجر الله بعضها إلى بعض واختلط عذبها بمالحها
٤... بُعْثِرَتْ... قلب ترابها وبعث موتاها أحياء
٥... مَاقَدَّمَتْ... من العمل صالحا كان أو سيئا
٥... وَأَخَّرَتْ... من أعمال لحقتها صالحة كانت أو سيئة أي ما سنته للناس بعدها
٦... مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ... أي شيء خدعك وجرأك على عصيانه
٧... فَسَوَّاكَ... جعلك مستوى الخلقة سالم الأعضاء
٧... فَعَدَلَكَ... مستقيما معتدل القامة متناسب الأعضاء
المعنى الإجمالي:
افتتح سبحانه هذه السورة بمثل ما افتتح به سابقتها من ذكر أمور تحدث حين خراب هذا العالم، وتكون مقدمة ليوم العرض والحساب والجزاء، وهو يوم القيامة منها أمران علويان هما : انفطار السماء وانتثار الكواكب، وأمران سفليان هما تفجير البحار وبعثرة القبور. ثم أبان أنه فى ذلك اليوم تتجلى للنفوس أعمالها على حقيقتها.
فلا ترى خيرا فى صورة شر، ولا تتخيل شرا فى مثال خير، كما يقع فى الدنيا لأغلب النفوس. فيعرف أهل الخير أنهم - وإن نجوا - مقصرون، فيأسفون على ما تركوا
(١) -تفسير ابن أبي حاتم - (١٢ / ٣٧٨) والدر المنثور - (١٠ / ٢١١)