وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ -، قَالَ : مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ، ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق]، قَالَ : ذَاكَ الْعَرْضُ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ هَلَكَ."صحيح ابن حبان (١)
وعن ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ - ﷺ - كَانَتْ لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِىَّ - ﷺ - قَالَ « مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ ». قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قَالَتْ فَقَالَ « إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ » صحيح البخارى. (٢)
وهذا الذي يعطى كتابه بيمينه ويحاسب حسابا يسيرا بالعرض يرجع إلى أهله وعشيرته في الجنة مغتبطا فرحا مسرورا بما أعطاه اللّه عز وجل وما أوتي من الخير والكرامة.
وَعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ -، قَالَ : إِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالا لا تُعْرَفُ، وَيُوشِكُ الْعَازِبُ أَنْ يثُوبَ إِلَى أَهْلِهِ، فَمَسْرُورٌ، ومَكْظُومٌ. ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ (٣)
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ : مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ زَمَانِكُمْ فَبِمَا غَيَّرْتُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ. فَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَوَاهًا وَاهًا، وَإِنْ يَكُ شَرًّا فآهًا آهًا. سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - ﷺ -."رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ (٤)
ونظير الآية قوله : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ، فَيَقُولُ : هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ [الحاقة ٦٩/ ١٩- ٢١].
الفريق الثاني- الكافرون : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً، وَيَصْلى سَعِيراً أي وأما من أعطي كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره حيث تثنى يده خلفه، ويعطى كتابه بها، وتكون يمينه مغلولة إلى عنقه، فإذا قرأ كتابه، نادى يا ثبوراه، أي بالهلاك والخسار، ثم يدخل جهنم، ويصلى حرّ نارها وشدتها.
ونظير الآية قوله : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ، فَيَقُولُ : يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ، يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ، ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ [الحاقة ٦٩/ ٢٥- ٢٩].
ثم ذكر اللّه تعالى سببين لعذابه فقال :

(١) - صحيح ابن حبان - (١٦ / ٣٦٩) (٧٣٦٩) صحيح
(٢) - صحيح البخارى(١٠٣ )
(٣) - المعجم الكبير للطبراني - (٢ / ١١٢) (١٤٠٠) حسن
فيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى مختلف فيه والصحيح أنه لا بأس به الكامل ٧/٢٣٩
(٤) - مسند الشاميين للطبراني (٢٦) حسن


الصفحة التالية
Icon