رابعاً
أهم كتب التفسير وخصائصها
هناك كتب تفسير كثيرة، فما من عصر خلا منها وسأذكر أهمها، ولاسيما التي رجعت إليها، واعتمدت عليها.
؟؟ تفسير الطبري ٣١٠ هجرية، وهو للإمام المحدث والمؤرخ والمفسر والفقيه الطبري، وهو تفسير بالمأثور، حيث ينقل ما ورد عن الرسول - ﷺ - وما ورد عن الصحابة وعن التابعين، ثم يرجح رأيا على رأي، وفيه الصحيح والحسن والضعيف، وفيه إسرائليات، ولا يقوم بالحكم على الحديث صحة وضعفاً، فيجب الانتباه أثناء نقل حديث منه.
قال في مقدمة تفسيره :"ونحن -في شرح تأويله، وبيان ما فيه من معانيه- منشئون إن شاء الله ذلك، كتابًا مستوعِبًا لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه، جامعًا، ومن سائر الكتب غيره في ذلك كافيًا. ومخبرون في كل ذلك بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه منه واختلافها فيما اختلفت فيه منهُ. ومُبيِّنو عِلَل كل مذهب من مذاهبهم، ومُوَضِّحو الصحيح لدينا من ذلك، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه.
وكان أبو جعفر رضي الله عنه يقول: "إِنّي لأعجبُ مَمنْ قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟". (١)
؟؟ تفسير ابن أبي حاتم (٣٢٧ هـ)، وهو تفسير بالمأثور، مسند، وفيه الصحيح والحسن والضعيف، وبعض الإسرائليات، وهو لا يحكم على الأحاديث، ومثله تفسير عبد الرزاق الصنعاني (٢١١ هـ)
؟ الزمخشري (٥٣٨ هـ) وهو تفسير قيم يركز على اللغة وبيانها، وهو نوعية السورة والخلاف في كونها مكية أم مدنية، ويذكر القراءات، ولا يخلو من التفسير بالمأثور، ويذكر بعض المسائل الفقهية أحيانًا، ويركز على اللغة و النحو والصرف والبلاغة، ولكنه يحتوي على آراء اعتزالية، ويذكر بعض الأحديث الضعيفة، والواهية والإشرائليات، وقد ردَّ عليه كثيرون، قال في مقدمة كتابه :"لا يتصدّى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، و لا يغوص على شي ء من تلك الحقائق إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، و هما علم المعاني و علم البيان و تمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة، و بعثته على تتبع

(١) - تفسير الطبري - مؤسسة الرسالة - (١ / ٦)


الصفحة التالية
Icon