القسم على أن لكل نفس حافظا من الملائكة يراقبها
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠)المفردات :
١... الطَّارِقِ... كل ما يأ تي ليلا ( وهو النجم )
٣... النَّجْمُ الثَّاقِبُ... المضيئ
٤... إِنْ كُلُّ نَفْسٍ... ما من نفس
٤... لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ... إلا عليها من الله ملك يحفظها من الآفات
٦... مَآءٍ دَافِقٍ... ماء الرجل وماء المرأة
٧... الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ... صلب الرجل وصدر المرأة
٧... التَّرَائِبِ... عظام الصدر مفردها تريبة
٩... تُبْلَى السَّرَائِرُ... تختبر سرائر القلوب
المعنى الإجمالي:
أقسم سبحانه فى مستهل هذه السورة بالسماء ونجومها الثاقبة - إن النفوس لم تترك سدى ولم ترسل مهملة، بل قد تكفل بها من يحفظها ويحصى أعمالها وهو اللّه سبحانه.
وفى هذا وعيد للكافرين وتسلية للنبى - ﷺ - وأصحابه، فكأنه يقول لهم : لا تخزنوا لإيذاء قومكم لكم، ولا يضق صدركم لأعمالهم، ولا تظننّ أنا نهملهم ونتركهم سدى، بل سنجازيهم على أعمالهم بما يستحقون، لأنا نحصى عليهم أعمالهم ونحاسبهم عليها يوم يعرضون علينا « فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا » والعدّ إنما يكون للحساب والحزاء. (١)
أقسم الحق - تبارك وتعالى - بالسماء وما فيها من أفلاك وأجرام لا يعلمها إلا هو، وبالطارق الذي يطرق ليلا، وهذا توجيه ولفت لأنظار الناس إلى عالم السماء وما فيها.
ولكنا لم نعرف الطارق فأراد الحق أن يبينه فقال : وما أدراك ما الطارق ؟ وهذا أسلوب تفخيم للطارق، كأنه لفرط فخامته لا يحيط به وصف، إلا ما سيذكره اللّه عنه، هو النجم الثاقب الذي يثقب الظلام بشعاعه اللماع، أقسم بالنجم لما له من أثر كبير في الهداية الحسية والمعنوية والشئون الحيوية الأخرى.
(١) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ١٠٩)