وهذا سيصلى نارا ذات لهب، النار الكبرى التي تكون يوم القيامة : أما نار الدنيا فمهما كانت فهي صغرى! ثم هو فيها لا يموت بل يظل معذبا عذابا شديدا ولا هو فيها يحيى حياة سعيدة : حياة يحبها.. (١)
التفسير والبيان :
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى أي نزّه اللَّه عن كل ما لا يليق به، بقولك :« سبحان ربي الأعلى ». قال القرطبي : والأولى أن يكون الاسم هو المسمى (٢).
وقال أبو حيان : الظاهر أن التنزيه يقع على الاسم، أي نزهه عن أن يسمى به صنم أو وثن، فيقال له : ربّ أو إله، وإذا كان قد أمر بتنزيهه اللفظ أن يطلق على غيره، فهو أبلغ، وتنزيه الذات أحرى، وقيل : الاسم هنا بمعنى المسمى، فالاسم : صلة زائدة، والمراد الأمر بتنزيه اللَّه تعالى (٣). والمراد بالأعلى : أن اللَّه هو العالي والأعلى والأجل والأعظم من كل ما يصفه به الواصفون، كما يوصف بالكبير والأكبر.
عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قال : لَمَّا نَزَلَتْ : فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - : اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ "
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - : اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - : اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ "المستدرك للحاكم (٤).
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ :﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة]، قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - : اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ، فَلَمَّا نَزَلَ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ [الأعلى]، قَالَ : اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ."صحيح ابن حبان (٥)
ثم وصف ذلك الاسم الأعلى بصفات تكون دليلا على وجود الرب وقدرته لمن أراد معرفته، فقال :
١- الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى أي الذي خلق الكائنات جميعها، ومنها الإنسان، وسوّى كل مخلوق في أحسن الهيئات، فعدل قامته، وناسب بين أجزائه، وجعلها متناسقة محكمة غير متفاوتة ولا مضطربة، للدلالة على إتقانها من إله حكيم مدبر عالم.
(٢) - تفسير القرطبي : ٢٠/ ١٤
(٣) - البحر المحيط : ٨/ ٤٥٨
(٤) - المستدرك للحاكم(٨١٧و٨١٨) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حِجَازِيٌّ صَحِيحُ
(٥) - صحيح ابن حبان - (٥ / ٢٢٥) (١٨٩٨) حسن