سورة الشمس
مكيّة، وهي خمس عشرة آية.
تسميتها :
سميت سورة الشمس لافتتاحها بالقسم الإلهي بالشمس المنيرة المضيئة لآفاق النهار.
وقال ابن عاشور :" سميت هذه السورة في المصاحف وفي معظم كتب التفسير "سورة الشمس" بدون واو وكذلك عنونها الترمذي في جامعه بدون واو في نسخ صحيحة من "جامع الترمذي" ومن "عارضة الأحوذي" لابن العربي.
وعنونها البخاري سورة "والشمس وضحاها" بحكاية لفظ الآية، وكذلك سميت في بعض التفاسير وهو أولى أسمائها لئلا تلتبس على القارئ بسورة إذا الشمس كورت المسماة سورة التكوير.
ولم يذكرها في "الإتقان" مع السور التي لها أكثر من اسم.
وهي مكية بالاتفاق.
وعدت السادسة والعشرين في عدد نزول السور نزلت بعد سورة القدر، وقبل سورة البروج.
وآياتها خمس عشرة آية في عدد جمهور الأمصار، وعدها أهل مكة ست عشرة آية.
أغراضها
تهديد المشركين بأنهم يوشك أن يصيبهم عذاب بإشراكهم وتكذيبهم برسالة محمد ﷺ كما أصاب ثمودا بإشراكهم وعتوهم على رسول الله إليهم الذي دعاهم إلى التوحيد.
وقدم لذلك تأكيد الخبر بالقسم بأشياء معظمة وذكر من أحوالها ما هو على بديع صنع الله تعالى الذي لا يشاركه فيه غيره فهو دليل على أنه المنفرد بالإلهية والذي لا يستحق غيره الإلهية وخاصة أحوال النفوس ومراتبها في مسالك الهدى والضلال والسعادة. (١)
مناسبتها لما قبلها :
أشارت سورة « البلد » إلى الإنسان، وإلى ما أودع اللّه سبحانه وتعالى فيه من قوى تميز بين الخير والشر، إذ يقول سبحانه :« وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ »..
وفى سورة « الشمس » بيان شارح للنجدين، إذ يقول سبحانه :« وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها » ثم أشارت الآيات بعد هذا إلى موقف الإنسان من هذين النجدين، إذ يقول جل شأنه :« قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ».. فالمناسبة بين السورتين ظاهرة. (٢)
ترتبط السورة بما قبلها من وجهين :

(١) - التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية - (٣٠ / ٣٦٥)
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٥٨١)


الصفحة التالية
Icon