نعم اللَّه على نبيه وما أمره به
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)المفردات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... أَلَمْ نَشْرَحْ... استفهام تقريري
١... نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ... نورنا صدرك وجعلناه فسيحا
١... نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ... شققناه فأخرجنا منه الغل والحسد وملأناه رأفة ورحمة
٢... وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ... ما كان من تبعات الجاهلية
٣... الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ... أثقله حتى سمع صوته
٤... رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ... أعليناه فأصبحت تذكر معي في الأذان والتشهد
٥... مَعَ العُسْرِ يُسْرًا... مع الشدة السهولة
٧... فَإِذَا فَرَغْتَ... من الصلاة
٧... فَانْصَبْ... فاجتهد في الدعاء
٨... وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ... اجعل رغبتك ونيتك إلى الله عز وجل
المعنى الإجمالي:
قر يا محمد واعترف - بهذه الحقيقة التي لا ينكرها أحد - بأنا شرحنا لك صدرك، وجعلناه يتسع لكل ما يصادفه، شرحنا صدرك للقيام بالدعوة خير قيام وتحمل أعبائها بنفس راضية وقلب مطمئن، وقد كان الرسول يضيق صدره بما يقولون. ويتألم مما يفعلون إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ.
وهذه الدعوة العامة الشاملة التي جاء بها النبي - ﷺ - يدعو بها العرب الجاهلين والناس أجمعين، هذه الدعوة عبء ليس بالخفيف بل عبء من أشد ما يكون، وحمل تنوء به كواهل الفطاحل، وينقض لأجله ظهور الأكابر، ولكن اللّه بما تعهد به لنبيه المصطفى من الآيات والإرشادات، والتوجيهات قد وضع عنه وزره الذي أثقل ظهره لو لا لطف اللّه.
ولقد رفع له ذكره، وهل هناك رفعة أعلى من اقتران اسمه باسم اللّه في الأذان والتكبير، والدعاء والصلاة، ألم يجعل اللّه طاعة رسوله من طاعته، وحبه من محبته ؟