١١... النَّهَارَ مَعَاشًا... مشرقا تحصِّلون فيه ما تعيشون به
١٢... سَبْعًا شِدَادًا... سموات سبعا محكمات
١٣... سِرَاجًا وَهَّاجًا... مصباحا منيرا وقادا
١٤... المُعْصِرَاتِ... السحاب الممتلئ ماء
١٤... مَاءً ثَجَّاجًا... ماء منصبا متتابعا
١٦... جَنَّاتٍ أَلْفَافًا... بساتين ملتفة الأشجار
المعنى الإجمالي:
كان المشركون كلما اجتمعوا فى ناد من أنديتهم أخذوا يتحدثون فى شأن الرسول - ﷺ - وفيما جاء به ويسأل بعضهم بعضا، ويسألون غيرهم فيقولون : أساحر هو أم شاعر أم كاهن أم اعتراه بعض آلهتنا بسوء ؟، ويتحدثون فى شأن القرآن : أسحر هو أم شعر أم كهانة ؟ ويقول كل واحد ما شاء له هواه، والرسول سائر قدما فى تبليغ رسالته، وأمامه مصباحه المنير الذي يضىء للناس سبيل الرشاد، وهو كتابه الكريم، كما كانوا يتحدثون فى شأن البعث، ويأخذ الجدل بينهم كل مأخذ فمنهم من ينكرونه البتة، ويزعمون أنهم إذا ماتوا انتهى أمرهم، وما هى إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر ومنهم من كانوا يزعمون أنهم إنما تبعث أرواحهم لا أجسامهم بعد أن تأكلها الأرض، وتعبث بها يد البلى.
وربما لقي أحدهم بعض من آمن بالنبي - ﷺ - فيسائله عن ذلك استهزاء وسخرية.
وفى هؤلاء وأشباههم نزلت هذه السورة ردّا عليهم وتكذيبا لهم، وإقامة للحجة على أن اللّه قادر على أن يبعثهم بعد موتهم وإن صاروا ترابا، أو أكلتهم السباع، أو احتوتهم البحار فكانوا طعاما للسماك، أو أحرقتهم النيران فطاروا مع الريح.
وقد ذكر لهم من مظاهر قدرته أمورا تسعة يشاهدونها بأعينهم لا يخفى عليهم شىء منها :
(١) انبساط الأرض وتمهيدها لتصلح لسير الناس والأنعام.
(٢) سموق الجبال صاعدة فى الجوّ.
(٣) تنوّع الآدميين إلى ذكور وإناث.
(٤) جعل النوم راحة للإنسان من عناء الأعمال التي يزاولها عامة نهاره.
(٥) جعل الليل ساترا للخلق.
(٦) جعل النهار وقتا لشئون الحياة والمعاش.
(٧) ارتفاع السموات فوقنا مع إحكام الوضع ودقة الصنع.
(٨) وجود الشمس المنيرة المتوهجة.
(٩) نزول المطر وما ينشأ عنه من النبات.