ما اشتملت عليه السورة :
* سورة العصر مكية، وقد جاءت في غاية الإيجاز والبيان، لتوضيح سبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ونجاحه في هذه الحياة أو خسرانه ودماره.
* أقسم تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهى فيه عمر الإنسان، وما فيه من أصناف العجائب، والعبر الدالة على قدرة الهت وحكمته، على أن جنس الإنسان في خسارة ونقصان، إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة وهى (الإيمان ) و(العمل الصالح ) و(التواصي بالحق ) و(الإعتصام بالصبر) وهي أسس الفضيلة، وأساس الدين، ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله : لو لم ينزل الها سوى هذه السورة لكفت الناس. (١)
وقال ابن عاشور :
" اشتملت على إثبات الخسران الشديد لأهل الشرك ومن كان مثلهم من أهل الكفر بالإِسلام بعد أن بلغت دعوته، وكذلك من تقلد أعمال الباطل التي حذر الإِسلام المسلمين منها.
وعلى إثبات نجاة وفوز الذين آمنوا وعملوا الصالحات والداعين منهم إلى الحق.
وعلى فضيلة الصبر على تزكية النفس ودعوة الحق.
وقد كان أصحاب رسول الله ( - ﷺ - ) اتخذوها شعاراً لهم في ملتقاهم. روى الطبراني بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله بن الحُصين الأنصاري ( من التابعين ) أنه قال :( كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر ( أي سلام التفرق وهو سنة أيضاً مثل سلام القُدوم ).
وعن الشافعي : لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. وفي رواية عنه : لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لكفتهم. وقال غيره : إنها شملت جميع علوم القرآن. وسيأتي بيانه." (٢)
احتوت السورة توكيدا حاسما بأن لا فلاح للإنسان إلّا بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر. وأسلوبها يدل على أنها من أوائل السور نزولا مثل الليل والأعلى وغيرهما، لأنها احتوت مبادئ عامة محكمة من مبادئ الدعوة. وقد ذكرت بعض الروايات أنها مدنية، غير أن أسلوبها يدل على مكيتها وهو ما عليه الجمهور. (٣)
فضلها (٤) :
(٢) - التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية - (٣٠ / ٥٢٨)
(٣) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (١ / ٥٦١)
(٤) - انظر : فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (٢ / ٣٧٤٤) رقم الفتوى ٧٩٥٢ فضل سورة العصر تاريخ الفتوى : ١٤ صفر ١٤٢٢
وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (٥ / ٧٣١٤) رقم الفتوى ٣٨٠٤٠ من أسماء السور تاريخ الفتوى : ٠٤ شعبان ١٤٢٤