المطلب السادس
دعاء كفار مكة على النبي - ﷺ - والمؤمنين بالهلاك
قال تعالى :
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠) ﴾
شرح الكلمات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
٢٨... سِيئَتْ... تغيرت واسودت
٢٨... قُلْ أَرَأَيْتُمْ... أخبروني
٢٨... يُجِيرُ... يحفظ
٣٠... غَوْرًا... ذاهبا في أعماق الأرض
٣٠... مَاءٍ مَّعِينٍ... نابع، سائح، جار على وجه الأرض (١)
المناسبة :
هذا هو الأمر الثاني الذي حكاه اللّه عن الكفار بعد تخويفهم بعذاب اللّه، فطالبوا أولا بتعيين وقت الحشر والبعث والعذاب، ثم دعوا على رسول اللّه - ﷺ - وعلى المؤمنين بالهلاك، كما قال تعالى : أَمْ يَقُولُونَ : شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [الطور ٥٢/ ٣٠] وقال : بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً [الفتح ٤٨/ ١٢].
البلاغة :
في قوله :« آمنّا به وعليه توكلنا » التقديم والتأخير فقد قدّم المفعول في قوله وعليه توكلنا وأخّره في قوله آمنّا به، وقال الزمخشري بصدده :« فإن قلت لم أخّر مفعول آمنّا وقدّم مفعول توكلنا؟ قلت لوقوع آمنّا تعريضا بالكافرين حين ورد

(١) - كلمات القرآن للشيخ غازي الدروبي - (٢٢ / ١)


الصفحة التالية
Icon