هو الحق وبالحق نزل. فلا يتحدث إلا بالحق، ولا يقنع إلا بالحق، ولا يعرض إلا الحق، ولا يشير بغير الحق" (١)
===============
الثمرة الرابعة - لا بد من التسليم التام لله تعالى بكل ما يفعل.
قال تعالى :﴿قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٧١) سورة الأنعام
قل يا محمد وأعلن أن هدى اللّه هو الهدى وأننا - من ثم - أمرنا أن نسلم لرب العالمين. فهو وحده الذي يستسلم له العالمون. فالعوالم كلها مستسلمة له، فماذا الذي يجعل الإنسان وحده - من بين العالمين - يشذ عن الاستسلام لهذه الربوبية الشاملة التي تستسلم لها العوالم في السماوات والأرضين؟
إن ذكر الربوبية للعالمين هنا له موضعه.. إنه يقرر الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف بها وهي استسلام الوجود كله، وما فيه من عوالم مشهودة ومغيبة، للنواميس التي وضعها اللّه لها وهي لا تملك الخروج عليها، والإنسان - من ناحية تركيبه العضوي - يستسلم كذلك لهذه النواميس كرها، ولا يملك الخروج عليها
فلا يبقى إلا أن يستسلم في الجانب الذي ترك له الخيار فيه ليبتلى فيه، وهو جانب الاختيار.. اختيار الهدى أو الضلال.. ولو استسلم فيه استسلام كيانه العضوي، لاستقام أمره، وتناسق تكوينه وسلوكه، وجسمه وروحه، ودنياه وآخرته «..
وفي إعلان الرسول - ﷺ - والمسلمين معه، أنهم أمروا بالاستسلام فاستسلموا، إيحاء مؤثر لمن يفتح اللّه قلبه للتلقي والاستجابة على مدى الزمان." (٢)
==================

(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٥ / ٢٩٣٧)
(٢) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٢ / ١١٣٣)


الصفحة التالية
Icon