﴿وآمنوا بما أنزلت﴾ يعني: القرآن ﴿مصدقاً لما معكم﴾ موافقاً للتَّوراة فِي التَّوحيد والنُّبوَّة ﴿وَلا تكونوا أوَّل كافر به﴾ أَيْ: أوَّل مَنْ يكفر به من أهل الكتاب لأنَّكم إذا كفرتم كفر أتباعكم فتكونوا أئمةً في الضَّلالة والخطابُ لعلماء اليهود ﴿ولا تشتروا﴾ ولا تستبدلوا ﴿بآياتي﴾ ببيان صفة محمد ﷺ ونعته ﴿ثمناً قليلاً﴾ عوضاً يسيراً من الدُّنيا يعني: ما كانوا يصيبونه من سفلتهم فخافوا إنْ هم بينوا صفة محمد صَلَّى الله عليه وسلم أَنْ تفوتهم تلك المآكل والرِّياسة ﴿وإيايَّ فاتقون﴾ فاخشوني في أمر محمد ﷺ لا ما يفوتكم من الرِّياسة
﴿ولا تلبسوا الحق بالباطل﴾ أَيْ: لا تخلطوا الحقَّ الذي أنزلتُ عليكم من صفة محمد عليه السلام بالباطل الذي تكتبونه بأيديكم من تغيير صفته وتبديل نعته ﴿وتكتموا الحق﴾ أَيْ: ولا تكتموا الحقَّ فهو جزمٌ عُطِفَ على النَّهي ﴿وأنتم تعلمون﴾ أنَّه نبيٌّ مرسلٌ قد أُنزل عليكم في كتابكم فجحدتم نبوَّته مع العلم به
﴿وأقيموا الصلاة﴾ المفروضة ﴿وآتوا الزكاة﴾ الواجبة في المال ﴿واركعوا مع الراكعين﴾ وصلُّوا مع المصلين محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأصحابه في جماعةٍ
﴿أتأمرون الناس بالبرِّ﴾ كانت اليهود تقول لأقربائهم من المسلمين: اثبتوا على ما أنتم عليه ولا يؤمنون به فأنزل الله تعالى توبيخاً لهم: ﴿أتأمرون الناس بالبر﴾ بالإيمان بمحمد ﷺ ﴿وتنسون﴾ وتتركون ﴿أنفسكم﴾ فلا تأمرونها بذلك ﴿وأنتم تتلون الكتاب﴾ تقرؤون التَّوراة وفيها صفة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونعته ﴿أفلا تعقلون﴾ أنَّه حقٌّ فتتَّبعونه؟ ! ثمَّ أمرهم الله تعالى بالصَّوم والصَّلاة لأنَّهم إنَّما كان يمنعهم عن الإسلام الشَّره وخوف ذَهاب مأكلتهم وحب الرِّياسة فأُمروا بالصَّوم الذي يُذهب الشَّرَه وبالصًَّلاة التي تُورث الخشوع وتَنفي الكبر وأُريدَ بالصَّلاةِ الصَّلاةُ التي معها الإيمان بمحمد ﷺ فقال


الصفحة التالية
Icon