﴿وقالوا اتخذ الله ولداً﴾ يعني: اليهود في قولهم: ﴿عزير ابنُ الله﴾ والنصارى في قولهم: ﴿المسيح ابنُ الله﴾ والمشركين في قولهم: الملائكة بنات الله ثمَّ نزَّه نفسه عن الولد فقال ﴿سبحانه بل﴾ ليس الأمر كذلك ﴿له ما في السماوات والأرض﴾ عبيداً وملكاً ﴿كلٌّ له قانتون﴾ مطيعون: يعني: أهل طاعته دون النَّاس أجمعين
﴿بديع السماوات والأرض﴾ خالقهما وموجدهما لا على مثالٍ سبق ﴿وإذا قضى أمراً﴾ قدَّره وأراد خلقه ﴿فإنما يقول له كن فيكون﴾ أَيْ: إنما يُكوِّنه فيكون وشرطه أن يتعلَّق به أمره (وقال الأستاذ أبو الحسن: يُكوِّنه بقدرته فيكون على ما أراد)
﴿وقال الذين لا يعلمون﴾ يعني: مشركي العرب قالوا لمحمَّدٍ: لن نؤمن لك حتى ﴿يكلّمنا الله﴾ أنَّك رسوله ﴿أو تأتينا آية﴾ يعني: ما سألوا من الآيات الأربع في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا﴾ ومعنى ﴿لولا يكلِّمنا الله﴾ أَيْ: هلاَّ يُكلِّمنا الله أنَّك رسوله ﴿كذلك قال الذين من قبلهم﴾ يعني: كفَّار الأمم الماضية كفروا بالتَّعنُّتِ بطلب الآيات كهؤلاء ﴿تشابهت قلوبهم﴾ أشبه بعضها بعضاً فِي الكفر والقسوة ومسألة المحال ﴿قد بيَّنا الآيات لقوم يوقنون﴾ أَيْ: مَنْ أيقن وطلب الحقَّ فقد أتته الآيات لأنَّ القرآن برهانٌ شافٍ