﴿يحلفون بالله لكم ليرضوكم﴾ يحلف هؤلاء المنافقون فيما بلغكم عنهم من أذى الرَّسول والطَّعن عليه أنَّهم ما أتوا ذلك ليرضوكم بيمينهم ﴿والله ورسوله أحقُّ أن يرضوه﴾ فيؤمنوا بهما ويصدِّقوهما إن كانوا على ما يظهرون
﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الخزي العظيم﴾
﴿يحذر المنافقون أن تنزل عليهم﴾ على المؤمنين ﴿سورة﴾ تخبرهم ﴿بما في قلوبهم﴾ من الحسد لرسول الله ﷺ والمؤمنين وذلك أنَّهم كانوا يفرقون من هتكهم وفضيحتهم ﴿قُلِ اسْتَهْزِئُوا﴾ أمرُ وعيدٍ ﴿إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ﴾ مظهرٌ ﴿ما تحذرون﴾ ظهوره
﴿ولئن سَأَلْتَهُمْ﴾ عمَّا كانوا فيه من الاستهزاء ﴿ليقولنَّ إنما كنا نخوض ونلعب﴾ وذلك أنَّ رجلاً من المنافقين قال في غزوة تبوك: ما رأيتُ مثل هؤلاء أرغبَ بطوناً ولا أكذبَ أَلْسُناً ولا أجبنَ عند اللِّقاء يعني: رسول الله ﷺ والمؤمنين فأُخبر رسولُ الله ﷺ بذلك فجاء هذا القائل ليعتذر فوجد القرآن قد سبقه فقال: يا رسول الله إنما كنَّا نخوض ونلعب ونتحدَّث بحديث الرَّكب نقطع به عنا الطريق وهو معنى قوله: ﴿إنَّما كنا نخوض﴾ أَيْ: في الباطل من الكلام كما يخوض الرَّكب فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ﴿أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾